شهدت منطقة الكاريبي اليوم تصعيدًا غير مسبوق منذ عقود، بعدما أعلنت الولايات المتحدة تنفيذ هجوم عسكري مباشر استهدف زورقًا انطلق من السواحل الفنزويلية، وأسفر عن مقتل 11 شخصًا. واشنطن بررت العملية بأنها ضد "إرهابيي المخدرات"، فيما ردت فنزويلا بإعلان تعبئة عامة وتجنيد ملايين المواطنين استعدادًا لأي مواجهة محتملة.
تفاصيل العملية الأمريكية
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد في مؤتمر صحفي أن قواته نفذت ضربة جوية استهدفت القارب الفنزويلي في المياه الدولية بدعوى تهريبه للمخدرات، مشيرًا إلى أنه يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن الولايات المتحدة. وزارة الخارجية الأمريكية نشرت فيديو يوثق لحظة التفجير، ووصفت العملية بأنها "استباقية وناجحة".
بالتزامن مع ذلك، عززت واشنطن وجودها العسكري في الكاريبي عبر مدمرات صاروخية، غواصة نووية، مجموعة هجومية بحرية، وأكثر من 4500 عنصر من قوات المارينز، في أكبر انتشار عسكري بالمنطقة منذ عام 1965.
رد فنزويلا: تعبئة 8 ملايين شخص
من جانبه، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تعبئة 4.5 مليون عنصر من الميليشيا الشعبية، إضافة إلى إطلاق حملة تجنيد واسعة تستهدف أكثر من 8 ملايين مواطن، مع إنشاء وحدات دفاع مجتمعية لأول مرة. مادورو وصف الموقف بأنه "التهديد الأخطر الذي تتعرض له فنزويلا منذ 100 عام"، مؤكدًا أن بلاده مستعدة لخوض "حرب مقاومة مسلحة" إذا تطلب الأمر.
خلفية وأبعاد سياسية
التحرك الأمريكي جاء بعد توقيع ترامب قرارًا سريًا يصنف عصابات المخدرات ضمن الجماعات الإرهابية، مع اتهامات مباشرة لمادورو بالضلوع في قيادة شبكات تهريب دولية. وفي الوقت نفسه، كانت هناك مؤشرات تقارب خلال الأشهر الماضية مثل اتفاقات لتبادل سجناء ومنح تراخيص لشركة شيفرون الأمريكية لاستئناف أنشطتها النفطية في فنزويلا، ما يعكس تناقضًا في السياسة الأمريكية.
مخاوف وانعكاسات
خبراء اعتبروا أن حجم الانتشار العسكري يشير إلى عملية أكبر من مجرد مكافحة تهريب، ما يفتح الباب أمام احتمالات مواجهة مفتوحة بين واشنطن وكاراكاس. المخاوف تتعلق بانهيار خطوط إمداد النفط في المنطقة، اندلاع اضطرابات داخلية في فنزويلا، وتزايد موجات الهجرة نحو دول الجوار والولايات المتحدة.
المشهد الحالي يضع الكاريبي وأمريكا اللاتينية على صفيح ساخن، في أزمة جيوسياسية قد تتفاقم إذا استمر التصعيد المتبادل.
