الكلاسيكو يُكرس ألونسو.. انتصار "المدرك" على "الواثق": ريال مدريد يفوز بالمعركة الذهنية والتكتيكية..

سقوط المدرب في فخ الإفراط التكتيكي.. تحليل: ألونسو ينتصر بـ "أسلحة فليك" ولامين يامال يختفي وراء لسانه

10/26/25  •  96 Vues

Des sports
abusulaiman12123 avatar

لم تكن مباراة ريال مدريد وبرشلونة (2-1) مجرد نتيجة عابرة في الجولة العاشرة من الليجا، بل كانت فصلاً جديداً يُسطّر في تاريخ الصراع الكلاسيكي، وفيه أثبت المدرب تشابي ألونسو هيمنته على المواجهة، محققاً انتصاراً مزدوجاً: انتصاراً نفسياً على الضجيج الإعلامي الذي سبقت به تصريحات لاعبي برشلونة اللقاء، وانتصاراً تكتيكياً على المدير الفني هانز فليك الذي بدت أسلحته التقليدية باهتة في ملعب سانتياجو برنابيو.

سقوط يامال في فخ "اللسان الأطول"

أحد أبرز العناوين التي خرج بها الكلاسيكو، كما يشير التحليل، هو مصير التصريحات النارية. فقبل المباراة، اختار الشاب الموهوب لامين يامال رفع سقف التحدي بتصريحات وُصفت بالمستفزة. ألونسو، بذكائه الهادئ، رفض الرد في المؤتمر، لكنه ترك رد الفعل يأتيه من التشكيل وطريقة اللعب.

العزل التكتيكي: خطة ألونسو ركزت على عزل يامال وحرمانه من الكرة في المناطق الخطرة. استخدم ألونسو تكتيك "الجناح العكسي" المُنظم دفاعياً لمنع انطلاقات يامال العشوائية. وعندما وصلت الكرة إليه، كان يجد أمامه رقابة مزدوجة، مما أدى إلى اختفائه التام من المشهد الهجومي المؤثر، وتحويله إلى نقطة ضعف استغلها ريال مدريد في الضغط العكسي.

الدروس المستفادة: أثبتت المباراة قاعدة ذهبية في الكلاسيكو: ما يُقال في المؤتمرات يُنسف في الملعب. تأثر يامال بالضغط وتألق ألونسو في إبقاء فريقه بعيداً عن المعارك الكلامية، ليؤكد المدرب الإسباني أن النضج في هذه المباريات يكمن في "التركيز على العمل" وليس "الرد على التصريحات".

فعالية ألونسو تُحاكي واقعية الألمان

المفارقة التكتيكية الأبرز كانت في الأسلوب الذي فاز به ريال مدريد. فريق ألونسو لم يكن الأكثر استحواذاً، بل كان الأكثر فعالية وواقعية، وهي سمة طالما كانت مرتبطة بمدارس المدربين الألمان التي ينتمي إليها هانز فليك.

هدفان قاتلان: جاءت أهداف ريال مدريد في توقيتين حاسمين (الدقيقة 22 و 43)، ولم تكن مجرد أهداف عادية، بل كانت نتاج تحولات سريعة ودقيقة. هدف مبابي جاء ليترجم تفوق سرعة الأجنحة على خط الدفاع المتقدم لبرشلونة، بينما هدف بيلينجهام أتى ليعيد التقدم بعد تعادل برشلونة مباشرة، مما سحب البساط النفسي من تحت أقدام لاعبي فليك.

بيلينجهام.. بطل الشقين: لم يكتفِ ألونسو بوضع بيلينجهام في منطقة متقدمة كصانع ألعاب وهداف، بل جعله المحرك الأساسي في التحولات. دوره لم يقتصر على تسجيل هدف الفوز، بل كان تمريرته الحاسمة لمبابي بمثابة "المفتاح الذهبي" لكسر الدفاع الكتالوني، ليثبت أنه اللاعب الأهم في مشروع ألونسو.

فليك والتخبط بين الـ VAR والبدلاء

على الجانب الآخر، بدا فليك وفريقه يعانون من التخبط الواضح في التعامل مع أحداث المباراة، خاصة الجدل التحكيمي الذي كان يصب في مصلحة فريقه مؤقتاً (إلغاء ركلة جزاء ريال مدريد في الدقيقة الثالثة).

فرصة ضائعة بعد التعادل: التعادل الذي أدركه فيرمين لوبيز في الدقيقة 38 كان بمثابة فرصة لبرشلونة لتثبيت الأقدام والتحكم في إيقاع اللعب، لكن هدف بيلينجهام السريع قبل نهاية الشوط قلب الموازين وأظهر ضعفاً في التركيز الدفاعي للفريق الكتالوني.

فشل في الشوط الثاني: رغم الفرص التي أتيحت لبرشلونة في الشوط الثاني، أبرزها ركلة جزاء مبابي المهدرة التي كانت يمكن أن تُنهي اللقاء، لم ينجح فليك في إيجاد الحلول الهجومية التي تكسر الدفاع المدريدي. بل إن الطرد المتأخر للاعب بيدري بسبب تدخل عنيف أكد حالة الإحباط التي سيطرت على لاعبي برشلونة في نهاية المباراة.

بهذا الفوز، لم يكتفِ ألونسو بتعزيز صدارة ريال مدريد بفارق 5 نقاط عن برشلونة، بل قام بإنهاء عقدة الهزائم المتتالية في الكلاسيكو، ليؤكد أن مشروعه الجديد يعتمد على الهدوء التكتيكي والنفسي، وهي الأسلحة التي لم يستطع هانز فليك استخدامها بفعالية في معركة البرنابيو.

0 commentaires
Aucun commentaire trouvé

Articles Liés